الأربعاء، 9 مارس 2016

الابر الصينية

ليس سهلاً على الطبيب أن يحدد زمناً للعلاج أو عدداً للجلسات العلاجية وذلك لاختلاف الحالة المرضية بأعراضها ومريضهاً والظروف المحيطة. وهناك، في هذه الطريقة العلاجية، عامل آخر وهو تحديد النقاط العلاجية الواجب استعمالها فهناك المئات من النقاط وإن اختيار عدد من النقاط المناسبة لهذه الحالة ليس قضية محددة سلفاً في كتاب. على أن هناك أطر عامة تساعد الطبيب، حيث يختار النقاط القريبة من منطقة الشكوى وتلك التي من مناطق خروج الأعصاب ذات العلاقة وتلك التي في مناطق مؤلمة عند الضغط عليها وغير ذلك.

والعامل الآخر هو قوة العلاج، فهناك من المرض من استفاد من تحفيز أقل من غيره، والعكس صحيح. لهذا يفضل أطباء المعالجة بالإبر أن ينتظروا مرور عدة جلسات ثم يعطوا بعدها رأيهم حول طول مدة العلاج.

ويمكن أن تعطى الجلسات الخمس أو الست الأولى أسبوعيا، ثم تزاد المدة الفاصلة من ثلاثة إلى ستة أسابيع، ثم إلى ثلاثة أشهر. وهنا يختلف الحال أيضاً فبالنسبة لمني يشكو من ألم الشقيقة اليومي سيكون العلاج الأسبوعي مناسباً تماماً لأنه يستطيع أن يعرف التحسن في حالته لأنها تؤذيه يومياً، أما لمن كان يشكو من الألم شهرياً فلا بد من تغيير هذا الجدول العلاجي.

وتستغرق المراجعة الأولى من 30 إلى 60 دقيقة حيث إنها تتضمن أخذ التاريخ المرضي والتفاصيل الأخرى. أما المراجعات التي تليها فلا تزيد عن 15 دقيقة. وبالطبع تتطلب المراجعة وقتاً أطول إذا كان هناك وسائل علاجية إضافة إلى الإبرة مثل الكي بالميسم أو الكهرباء، أو إذا كان العلاج يستوجب ترك الإبر لمدة أطول من المعتاد وهكذا.

المخاطر :
في الأيدي الماهرة، تعتبر المعالجة بالإبر طريقة أمينة تماماً، إلا أنه لا بد من وجود مخاطر فيها حالها في ذلك كحال باقي العلاجات. وهذه هي :

1- العدوى، وهي من الممكن أن تحصل عند إدخال الإبرة غير المعقمة. ويتم تعقيمها بالبخار أو الفرن أو، وهو الأفضل، استعمال الإبرة مرة واحدة مع مريض واحد فقط. كما من الممكن أن تحصل العدوى من جلد المريض نفسه، وهنا لا بد من تعقيمه بالكحول.

2- تدمير الأنسجة، وهو ما يمكن أن يحصل عند إدخال الإبرة فتدمر الأوردة أو الأعصاب أو حتى، بدرجة أقل، أعضاء كبيرة كالرئتين مثلاً. وهنا يمكن أن يخرج الهواء من الرئة المثقوبة ويدخل في الحيز المجاور فيحدث ضغطاً يتزايد حتى يؤدي إلى توقف الرئة عن العمل والاختناق. أما إذا دمرت الأعصاب فيمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام عصبية أو فقدان الإحساس أو غير ذلك. وأفضل احتياط هنا هو أن تراجع طبيباً درس التشريح الجسماني بشكل كاف بحيث يعرف المناطق الحساسة والرقيقة.

3- إسكات المرض، وهذا يحصل إذا ما استطاع العلاج بالإبر تخليص المريض من أعراض المرض كالآلام مثلاً فيعتقد المريض بأن حالته تتحسن في حين أن المرض يتقدم نحو الأسوأ. فمثلاً إذا كان ألم الظهر مصاحباً للسرطان فإنه يمكن للعلاج بالإبر أن يزيل الألم فيعتقد المريض بأن الحالة تتحسن في حين أن الأورام مستمرة بالانتشار.

والنتيجة هي أن العلاج بالإبر لم يكن أحسن من الطب المتداول الذي كان فشله وراء لجوء المريض إلى هذا العلاج.


اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي