الاثنين، 7 مارس 2016

الحجامة


الحجامة

الحجامة : وهي أحد فروع الطب النبوي وسنة نبوية أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من المواضع يقول عليه الصلاة والسلام كما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك: ﴿خير ما تداويتم به الحجامة﴾، والمسلم يطبق الحجامة طاعة لله ولرسوله وتيمناً ببركة هذه السنة آملاً أن يحقق الله عز وجل الهدف والغاية المرجوة منها.
تعريف الحجامة:
كلمة الحجامة مشتقة من حَجَمَ وحَجَّمَ، نقول: حجَّم فلانٌ الأمر أي: أعاده إلى حجمه الطبيعي، وأحجم ضد تقدم، فمن احتجم تحجُم الأمراض من التعرُّض له فزيادة الدم الفاسد في الأبدان يجعله يتراكد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم العمومي في الجسم مما يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم بضعفه عرضة لمختلف الأمراض، فإذا احتجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه (أي الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى) وزال الضغط عن الجسم فاندفع الدم النقي العامل من الكريات الحمر الفتية ليغذي الخلايا والأعضاء كلها ويخلِّصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.



تاريخ الحجامة:

تاريخ الحجامة موغلٌ في القدم لكن لا يُعرف على وجه الدقة كيف ومن بدأ الحجامة لأول مرة، لكن يُقال بأن الحجامة قديمة قدم الإنسان نفسه ويزعم البعض بأن أبو البشر أدم علية السلام هو أول من عرف الحجامة، ومن التاريخ المدون الواصل إلينا نستطيع القول بأن تاريخ الحجامة يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام مارسها أهل الشرق وأهل الغرب وكانت تنتقل من جيل إلى آخر حيث كانت أحد أهم الوسائل العلاجية لكثير من حضارات العالم، فقد عرفها الصينيون والفراعنة والهنود والإغريق والرومان والبابليون والعرب قبل الإسلام، ودلت الآثار والصور المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج الكثير من الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون الكثير من الوسائل مثل الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكؤوس الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.

1- الحجامة عند الفراعنة (3200) ق. م.
يُقال بأن أول من استخدم الحجامة في العلاج هم الفراعنة وقد ظهر ذلك جلياً في رسومات مقبرة (توت عنخ آمون) وكذلك النقوش في معبد (كوم أمبو), الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر، كما وجد أيضا في سراديب الفراعنة كؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو, إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر في الطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بوساطة الفم, ويسجل للمصريين أيضا أول استخدام للكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها، ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى (المنونين) سكان جزيرة كريت وأيضا إلى السومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم.

2- الحجامة في الصين (4000) ق. م.
في سنة 1973م اكتشف كتاب طبي مصنوع من الحرير في مقبرة الأسرة الملكية (هان) ورد فيه أن الحجامة كانت توصف لمرض الدرن الرئوي, وورد أيضا في كتاب (الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية) وعمر هذا الكتاب 4آلاف سنة وصف لعملية الحجامة وتفصيل لصرف وفضّ الدمامل والتقرحات الجلدية وكانت تدعى (طريقة القرن) نسبة إلي قرن الحيوان, وتطورت الحجامة وتوسعت على يد الطبيب (رو هو فانج) حيث ألف كتاب (أنواع الكاسات العلاجية) وقد توسع في هذا الكتاب وأضاف إليه الطبيب (زهاو سيمن) في عهد أسرة (كوينج الحاكم) حيث وضع فيه وصفاً تفصيلياً لطرق عمل الحجامة ومواضعها المرتبطة بآلام المفاصل والأمراض الناتجة عن البرد وهو أول من استخدم (كاسات النار) الزجاجية, كما هو الحال عند الفراعنة.

3- الحجامة في الهند (3000) ق. م.
عرفت الحجامة منذ زمن بعيد في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدوات الحجامة بطرقها المختلفة في كتاب (الأيريفيدا), الذي كتب باللغة السنسيكريتية القديمة ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي، ويعد الطبيب (ساشرتا) أحد أكبر علماء الهند (100 قبل الميلاد) وهو الذي نسبت إليه أول العمليات التجميلية والبلاستيكية وقد أعتبر (ساشرتا) الحجامة أحد أهم العلاجات للأمراض الدموية.

4- الحجامة عند الإغريق
كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخول أرواح شريرة في الجسم, وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج, إما بعملية التربنة (عمليتي عمل ثقب في الجمجمة) أو بعملية الحجامة، إلا أن الحجامة تطورت في ما بعد, لتطبق وفق نظرية الأخلاط والأمزجة التي لقيت رواجا كبيرا في تلك الحقبة وما تلاها من أزمنة, وأضيف للحجامة (علاجياً), الفصد والكي, ليبرع في هذا الفن العلاجي الطبيب الشهير (جالينيوس)، إلا أن (ابقراط) فصّل نظرية التوازن بين سوائل الجسم وهي الدم والبلغم (البصاق) والعصارة المرارية الصفراء والعصارة المرارية السوداء لكن ابقراط فضّل وبرع في الفصد أكثر من الحجامة وسار على دربه الطبيب الشهير (جالن).

5- الحجامة عند الرومان
أهتم الرومان بالحجامة وكان يوجد (900) حمام عام في طول الإمبراطورية وعرضها, حيث كان يتخلص المستحم من الفضلات السمية والدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام, وقد كانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها, وقد برع الجراح البيزنطي (انيليوس) في إجراء التشطيب على المناطق القذالية الخلفية والأذينية الأمامية والصدغية لمعالجة الحمى, وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبياً في بعض مناطق فلسطين.

6- الحجامة في أوروبا
أما في أوروبا فما قبل عصر النهضة كان الطب والحلاقة مهنة واحده وتراجعت الحجامة لتراجع دور الحمامات التي كانت منتشرة في الحقبة الرومانية, وارتباط الحجامة بالشعوذة لذلك نفّر الرهبان منها, أما في عصر النهضة فقد ارتبطت الحجامة بعلم التنجيم الذي بدوره ربط كل عضو بشري بموضع نجم, وعليه صار المرض يرتبط بمواقع الأبراج, فكان المريض يُحجم وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه لهذا نبذها الأطباء فيما بعد واصفين إياها بهدر مجنون للدم.

7- الحجامة لدى الهنود الحمر
هنالك بعض المكتشفات الحديثة التي تصور استخدام الهنود الحمر الأوائل للحجامة, بل وبراعتهم فيها, كما في حضارة الإنكا العريقة, ولو كانت لهم لغة مكتوبة لعرفنا عن أسرار الحجامة لديهم الشيء الكثير.


8- الحجامة عند العرب قبل الإسلام
عرف العرب الحجامة قبل الإسلام، ربما تأثراً بالمجتمعات المجاورة، بل واستعملوا في الحجامة طريقةً لعلهم لم يسبقوا إليها، كانت تعرف بـ "حجامة دودة العلق Blood-Sucking Leech"، وهى دويدة حمراء تكون بالماء، تعلَّق بالبدن لتمص الدم المحتقن في أماكن الورم كالحلق، فكانوا يجمعون ذلك الدود، ويحبسونه يوما أو يومين بلا طعام، ويستخرجون جميع ما بأجسامها لتشتد وتجوع، ثم يعلِّقونها على مواضع الورم، لتمصه مصاً قوياً.

فوائد الحجامة تشمل الكثير من الأمراض والعلل ولا أبلغ من رسول الله فهو الذي حض على الحجامة فقال خير ما تداويتم به الحجامة لذا فأن فوائد الحجامة لا يمكن حصرها.. لكن يمكننا التحدث عن بعض الفوائد العامة وكذلك الفوائد التي أثبتتها التجارب والمشاهدات في الفترة الأخيرة.
فوائد الحجامة العامة:
1- تسليك الشرايين والأوردة الدقيقة والكبيرة وتنشيط الدورة الدموية، فحوالي (70 %) من الأمراض سببها عدم وصول الدم الكافي بانتظام للعضو.
2- تسليك العقد الليمفاوية والأوردة الليمفاوية "الأوعية الليمفاوية" وخاصة في القدم وهي منتشرة في كل أجزاء الجسم أولاً بأول من الأخلاط ورواسب الدواء.
3- تنشيط وإثارة أماكن ردود الفعل في بالجسم (Reflex Zone) للأجهزة الداخلية للجسم فيزيد انتباه المخ للعضو المصاب ويعطي أوامره المناسبة لأجهزة الجسم لاتخاذ اللازم.
4- تسليك مسارات الطاقة التي تقوم بأذن الله علي زيادة حيوية الجسم وتلك التي اكتشفها الصينيين منذ أكثر من (5000) عام.
5- امتصاص الأخلاط والسموم وأثار الأدوية من الجسم والتي تتواجد في على شكل تجمعات دموية بين الجلد والعضلات والتي تسمي منطقة الفاشية, وأماكن أخرى بالجسم "مثل مرض النقرس"، وفيه يتم أخراج بللورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموي بسيط عن طريق التشريط الخفيف علي الجلد.
6- عمل تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلي زيادة الدم, أو بها قصور في الدورة الدموية "تنشيط الدورة الدموية موضعياً".
7- تقوية المناعة العامة في الجسم, وذلك بإثارة غدد المناعة.
8- تنظيم الهرمونات.
9- العمل علي موائمة الناحية النفسية بعمل حجامة تقوم بتنظيم جهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي المسئولين عن الغضب والانفعالات.
10- تنشيط أجهزة المخ.
11- تنشيط الغدد وخاصة النخامية.
12- رفع الضغط علي الأعصاب والذي يأتي أحيانا بسبب احتقان وتضخم الأوعية.
13- إزالة بعض التجمعات والأخلاط وأسباب الألم والغير معروف مصدرها.
فوائد الحجامــة المُثبتة حديثاً:
يقول الأطباء أن الحجامة تنفع كثيرا بإذن الله تعالى في الحالات الآتية:
1. حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى.
2. حالات الآلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين.
3. بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة.
4. الآلام و الحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر.
5. الضغط المرتفع.
6. بعض الحالات النفسية وحالات الشلل.
7. وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى.
8. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن "إمساك، عسر هضم، عدم شهية".
9. الأرق ومشاكل الحيض.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي