- منذ نعومة أظفاره كان عبد الناصر جرار يعلم أن هنالك سرا في الكون، وأراد بكل شغف اكتشافه، وهو أمر دفعه للذهاب إلى جنوب شرق آسيا، وهو ما يزال على مقاعد الدراسة للحصول على إجابات عن أسئلة كانت تحيّره.
في طفولته عشق جرار الطبيعة والفنون القتالية، يقول "كنت فتى غريب الأطوار، وأحب التأمل في ملك الله وأملك خيالا خصبا، وأبحث عن إجابات عن أسئلة حيّرتني طويلا".
وكان جرار يشعر بأن أسلوب حياته وحياة كل من يحيطون به يشوبها أخطاء، ولم يستطع إلا أن يتبع حدسه فبعد أن أنهى دراسته الثانوية أرسله والده لدراسة الهندسة في الباكستان، لكن الأقدار شاءت أن يتعرّف على شابين من العائلات المسلمة العريقة في تايلند، وذهب معهم إلى هناك، وأخبروه أنه سيجد ضالته في الفلبين.
وبعد أن جاب دول جنوب شرق آسيا بحثا عن مدرسة تعلّمه الفنون القتالية والروحية اكتشف أن الفلبين كانت أفضلها.
ودرس جرار تلك الفنون في أهم معبد في الفلبين "chin wu"، وهو المعبد الذي تخرّج فيه بروس لي وجاكي تشان، ونال جرار بالإضافة إلى تلك العلوم التي درسها طيلة 20 عاما شهادة الدكتوراه في الفلسفة من أهم جامعات الفلبين. وأطلق عليه المعبد لقب "SI FU" أي الإنسان الذي يهتم بالأمور الروحية أكثر من المادية.
ومن بين ما تعلمه جرار في الفلبين أن للروح وزنا عند حبل الوريد في الرأس، وأن مركزها المخيخ، وإذا ما تمكن المرء من تحريك طاقته فإنه سيمتلك البصيرة لتسيير حياته بالطريقة الصحيحة، وهذا ما أكدته الدراسات العلمية الحديثة.
ويرى جرار أن معرفة المرء لذاته وتكيّفه معها هي ما يلزمه للوصول إلى درجات كبرى من الطاقة والعلم.
وتدرب جرار على يد أشهر المدربين أمثال:Shakespeare Chan-Antonio Diego and Raymond Velayo . ويعدّ جرار العربي الوحيد الذي وصل إلى درجة عالية من علم القوة والطاقة في هذا المجال.
كما يعد جرار الممثل الدولي الوحيد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا للتدريب على الفنون القتالية والروحية مثل الكونغ فو وتاي تش وتشي كونغ والفنوغ سوي وقتال العصي وغيرها كمركز قطبي في الأردن، وهو المستشار ورئيس المدربين والممثل الدولي F.F.A .I Filipino Fighting Arts International&I.A.F International Arnis Federation . كما شغل منصب نائب رئيس غرفة التجارة العلمية للشباب JCI.
ويذهب جرار إلى أن أصل العلوم هو الكونغ فو؛ فهو علم متكامل يدمج كل شيء بداخله، ومَن لا يدرسه لا يكون قادرا على تدريب أحد أو على تنفيذ علم الفونغ سوي، وهو فن التعايش مع الطبيعة.
وعلم الفونغ سوي بدأ في الصين منذ أن تأسست الدولة، وكان مخصصا للملوك لجعلهم يمتلكون طاقة وقدرة من أجل حكم البلاد، ويكون عن طريق ترتيب حياتهم والأشياء المحيطة بهم؛ لضمان انسياب الطاقة (تشي) لأداء وظائفهم بالشكل الصحيح.
ويرى جرار أن الناس في الأردن والعالم بشكل عام يرتكبون أخطاء عديدة في سلوكيات حياتهم تؤثر عليهم بشكل أو بآخر.
ومن بين هذه الأخطاء عدم القناعة بما لديهم والبعد عن الله، وعدم الاهتمام بفن ترتيب المنزل.
ويردف "لكي يضمن المرء سعادة تامة في حياته، لا بد وأن يرتب وضعه على أساس مثمن الذي يقسم كلّ شيء إلى الجهات الأربع؛ لتحقيق الحظ والقوة والانسجام والكرامة والسعادة والعمر المديد والثروة والتنسك".
وفي المنزل لا بد من اتخاذ بعض الخطوات سواء البسيطة منها والجوهرية؛ لتسير حياة الإنسان مسارها الصحيح، فالباب الرئيسي للمنزل يجب أن يفتح إلى الداخل، وأن يحرص ربّ المنزل أن لا يكون داخل المنزل - عند المدخل- أي شيء مكشوف أمام أي شخص.
وأن تكون الأدراج المؤدّية إلى المنزل عددها فردي، وفي المطبخ يجب أن لا يقابل الثلاجة الفرن أو الشباك أو أن لا يتقابل الفرن مع المغسلة.
والابتعاد عن وضع النباتات الشوكية داخل المنزل وزرعها إن أمكن في محيط المنزل، والابتعاد عن وضع المرايا داخل المنزل وتخصيص مكان معيّن للقرآن الكريم أو الإنجيل وما يرتبط بهما، وفي هذا المكان يمكن وضع البخور؛ لأن توزيعه في أرجاء المنزل غير محبّب.
ويؤكد جرار ضرورة إغلاق أبواب الحمامات والسيفون، والابتعاد عن وضع الشموع في أرجاء المنزل، وكذلك النباتات الجافة والاصطناعية.
وفي غرفة النوم يجب أن تتقاطع المرآة مع السرير بشرط أن لا تتقابل أيضا مع الشباك وينصح كل من ينظر إليها أن يحمد ربّه.
ويشير جرار إلى ضرورة تقليل الزوايا في المنزل، إما بإضافة النباتات فيها أو الطاولات والابتعاد عن تعليق الثريّا في السقف، ويجب أن تكون الإضاءة بزاوية 45 درجة من على الرأس.
ويقول على المرء قبل النوم أن يتطهّر وينظف نفسه جيدا، ويستلقي على الجانب الأيمن ويفكر بشكل متفائل، وقبل الاستيقاظ عليه أن يستلقي مرة أخرى إلى جهة اليمنى، ثم يتقلّب ويشد عضلاته لتحريك الدورة الدموية، ثم يتمضمض ويشرب الماء ويدعو ويحمد الله.
وعن تجربته في معبد تشين وو يقول "عرفت من خلال دراستي في هذا المعبد أن الإنسان يملك طاقة تمكّنه من صنع المعجزات"، مضيفا أن الرهبان في هذا المعبد يهتمون بتحضير الطلبة للحصول على هذه الطاقة عن طريق أمرهم بالصيام 7 أيام عن اللحم، وتناول وجبة واحدة فقط في اليوم، والبقاء على وضعية معينة للتأمل بوجود عدد من الرهبان في المعبد.
وبعد الانتهاء من فترة التحضير يطلق الرهبان لقبا ما على الطلبة يتناسب مع اسم المرء وتاريخ ميلاده وهالته، وكان لقب جرار "Apoi" أي الأمير الصيني أي أنه وبحسب المعتقدات الصينية كان أميرا صينيا وعاد إلى الحياة بهيئة عبد الناصر جرار.
ومن خلال هذا العلم الذي يقوم على التنفس السليم والتأمل والرياضة الروحية يستطيع المرء صنع المعجزات وتسخير كل ما حوله لخدمته؛ ليكون بصحة عقلية وروحية وجسدية سليمة، لكن الناس مع مرور الزمان ضيّعوا هذا العلم إلا الصينيين الذين حافظوا عليه، وحافظوا على اللغة الأولى، وهي اللغة المسمارية.
ويرغب جرار في نشر هذا العلوم في الأردن بحيث يتمكّن شبابها من كسب طاقة جيدة ليتقدم الأردن ويصبح السبّاق في هذا العلوم.
وكانت اطروحة الدكتوراه لجرار حول "JCI" غرفة التجارة العالمية للشباب ودورها في تحضير الشباب القيادي، وكانت الأطروحة أول كتاب يصدر عن الغرفة منذ تأسسيسها في 1940 إلى الوقت الحاضر، وهي تعد من أهم المراجع حول غرف التجارة العالمية في العالم.
ويحضّر جرار الآن لافتتاح مركز لتعليم الفنون القتالية والروحية لنشر هذا العلم؛ لما له من فائدة كبيرة تعود على المرء فتشفيه من الأمراض وتحسن صحته وتحافظ على شبابه، كما ويعيد الشباب لكبار السنّ.
0 التعليقات :
إرسال تعليق