الأربعاء، 9 مارس 2016

القران الكريم والطاقة



*لماذا نترك القرآن ونلجأ لغيره ؟

نحن نعلم أن علم الطاقة الروحي هو علم يستند لأفكار إلحادية وفيها الكثير من الشرك بالله تعالى ، ولذلك فإننا نرد هذا العلم إلى أصوله الإسلامية وننقيه من الشوائب والأفكار الإلحادية . فالمؤمن لا يرفض أي علم بحجة أنه صادر عن الملحدين ، إنما يفتش عن الحقيقة دائماً في كتاب ربه ، ويرد أي شيء إلى الله ورسوله ، فالقرآن هو الميزان وهو القول الفصل ، وكل ما يتفق مع الكتاب والسنة أخذنا به مهما كان مصدره ، وكل ما يتعارض مع الكتاب والسنة رفضناه مهما كان مصدره .


إن القرآن هو مصدر كل العلوم فلا يجوز لنا أن نتخلى عنه ونلجأ إلى علوم لا تقوم على أساس، فجميع العلوم اليوم والصادرة من الغرب لا تعتمد على أساس ، بل تجد العلماء حائرين متسائلين عن سر الكون وسر الخلق وسر الأمراض ويطرحون السؤال تلو الآخر ، ولا يصلون للحقيقة التي يبحثون عنها ، لأنهم يبحثون عنها خارج كتاب الله تعالى . والله أكرمنا بهذا القرآن فقال : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [العنكبوت: 51] .

*ظواهر غريبة في القرآن !

هناك الكثير من الحقائق القرآنية لا يعترف بها العلم الحديث ، ولا يمكن لعقل أن يتصورها أو يجد لها تفسيراً مثل المعجزات . فكيف يمكن أن نفسر انشقاق القمر لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومثل تحول عصى سيدنا موسى إلى ثعبان مبين ، ومثل إحياء الموتى لسيدنا المسيح عليه السلام ، وغير ذلك من المعجزات .

هناك ظواهر غريبة جداً في القرآن مثل إحضار عرش ملكة سبأ مسافة ألفي كيلو متر تقريباً في طرفة عين (أي في أقل من 0.025 ثانية) ، ولا يمكن تفسير هذه الظواهر إلا أن نعتقد أن الله تعالى أعطى للرجل الذي عنده علم من الكتاب طاقة خارقة تمكَّن بها من إحضار العرش بهذه السرعة الفائقة .

كذلك هناك طاقة هائلة سخرها الله لسيدنا سليمان وهي طاقة الرياح التي تجري بأمره حيث يشاء ، ونحن نعلم أن العلماء اليوم يستخدمون طاقة الرياح ولكن لا يستطيعون توجيهها أو التحكم بها ، ولكن الله أعطى لسيدنا سليمان القدرة على التحكم بهذه الطاقة .

كذلك لا يمكن أن ننكر وجود طاقة هائلة موزعة في الكون يسميها العلماء بالجاذبية ، فكيف يمكن للكون أن يتماسك وينتظم في عمله دون قوة تتحكم به ، هذه القوة هي نوع من أنواع الطاقة . 



الله تعالى أعطى للنار طاقة يسميها العلماء الطاقة الحرارية يمكن أن تحرق بها الأجسام ، ولكن الله عطَّل هذه الطاقة من أجل سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وقال : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [الأنبياء: 69] . وهذه الظواهر الغريبة لا يمكن أن نجد لها تفسيراً علمياً إلا أن نعتقد أن الطاقة بيد الله وهو يسخرها لمن يشاء ويعطلها حيث يشاء .


هل هناك طاقة لكلمات القرآن ؟

عندما نستمع إلى صوت القرآن ماذا يحدث في خلايا دماغنا ؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعلم أن كل حرف من حروف اللغة العربية له تردد خاص ، واجتماع حروف محددة في الكلمات تعطي ترددات محددة ، والميزة التي تتميز بها آيات القرآن أنها لا تشبه كلام أحد من البشر ، ولذلك فإن الترددات "القرآنية" فريدة من نوعها ، ولها تأثير مذهل على خلايا الجسد .

فإذا علمنا أن كل ذرة في الكون تهتز بنظام محكم ، وكل خلية من خلايا أجسادنا تهتز بنظام محكم ، فإن صوت القرآن الذي نسمعه سوف يؤثر على اهتزاز الخلاي ا، بل ويعيد برمجتها ويصحح عملها ، وبالتالي تساهم في الشفاء . فالمرض هو خلل في طريقة اهتزاز الخلايا في عضو ما ، وبما أن الصوت هو اهتزازات ميكانيكية أي نوع من أنواع الطاقة ، فهذا يعني أن كلمات القرآن محمَّلة بطاقة خاصة بها تؤثر على خلايا الجسد وبخاصة خلايا القلب والدماغ والجلد ، وتكون سبباً في شفاء الإنسان المؤمن من الأمراض ، وهذه هي فكرة العلاج بالقرآن .

*هل هناك طاقة في أسماء الله الحسنى ؟

هناك بعض الباحثين يعتقدون أن كل اسم من أسماء الله الحسنى إذا تكرر بعدد محدد من المرات فإنه يشفي من مرض محدد ، فما هي حقيقة هذا الأمر؟

أقول إن الله تعالى أودع في أسمائه طاقة يمكن أن تكون وسيلة للشفاء والرزق والمغفرة والرحمة والحماية من الأمراض والمخاطر والشر وغير ذلك ، بل أمرنا أن ندعوه بها فقال : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180] . فنحن ندعو الله أن يشفينا ببركة هذه الأسماء وبما استودعه الله فيها من أسرار ، والإجابة مضمونة لأن الله تعالى تعهد بذلك فقال : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فنحن لا نرى الطاقة التي أودعها الله في تكرار أسمائه الحسنى ولكننا كمؤمنين لا نشك بأن هذه الأسماء هي وسيلة للشفاء واستجابة الدعاء .


جاء بعض الباحثين بأعداد وتكرارات لأسماء الله الحسنى لا دليل شرعي أو علمي عليها ، ولذلك أنكر بعض العلماء المسلمين هذا النوع من العلاج بطاقة الأسماء الحسنى ، وأنا لست مع الطرفين لأن الدعاء بأسماء الله الحسنى لا شك أن فيه شفاء عظيماً ، ولكن أن نلزم الناس بأعداد محددة لكل اسم فهذا الأمر غير دقيق ، إنما نقول كرر أسماء الله الحسنى بالعدد الذي تستطيع وادعوه بها والشفاء سيحدث إن شاء الله .


*النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر العلاج بالطاقة !!

إن العلاج بالطاقة كان يتخذ أسماء عديدة تختلف من بيئة لأخرى ومن حضارة لأخرى ، والعرب في عصر الجاهلية لم يكن لديهم هذا المصطلح ، بل كان لديهم مصطلح " الرقية " فكان الأطباء وقتها يعالجون مرضاهم بتكرار عبارات محددة يعتقدون أنها تحوي نوعاً من أنواع الطاقة الشفائية . وقد عُرض هذا النوع من أنواع العلاج على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، فهل أنكره ؟


لنتأمل هذا الحديث جيداً ، فعن عوف بن مالك الأشجعي , قال : كنا نرقي في الجاهلية , فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال : (اعرضوا على رقاكم , لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك) [رواه مسلم]، فانظروا معي إلى الرحمة النبوية ، لم ينكر عليهم هذا العلاج ، بل صحح لهم الطريق بإبعادهم عن الشرك بالله تعالى .


ولذلك ينبغي أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا ننكر أي جديد بحجة أنه صادر عن الملحدين ، بل نأخذ المفيد والنافع منه ، ونترك ما فيه شرك وكفر وإلحاد . أي بدلاً من أن نعتقد أن الطاقة موجودة منذ الأزل وتفيد بذاتها ، نقول إن الله هو خالق الطاقة وسخرها كما سخر لنا كل شيء في هذا الكون بل وأمرنا أن نتفكر ونتدبر، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13] .


حتى عندما يعتقد أحد أن الدواء ينفع بذاته فهذا نوع من أنواع الشرك ، بل إن أي دواء وأي طبيب وأي علاج كل ذلك أشياء سخرها الله لسعادة الإنسان ليشكر نعمة الله عليه ، ولا يمكن للدواء أن ينفع إلا بإذن الله ، وهذه هي العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مؤمن أن يعتقدها .
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي