الخميس، 10 مارس 2016

تاريخ العلاج بالاعشاب

إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وخلق معه الداء والدواء ، وقد أشار القرآن الكريم والرسول (ص) وأهل بيته (ع) الى وجود الدواء في الأرض منذ بدء الخليقة،وهو نعمة من نعم الباري عزوجل إن أحسن استعماله، قد تتحول إلى نقمة إن أساء أو أخطأ في ذلك.
وقد حاول الإنسان قديما أن يعالج نفسه أثناء مرضه بتناول الأشياء الغريبة والنادرة مثل مسحوق قرن الغزال وذلك طلبا للشفاء،وحتى عصرنا هذا، ما تزال بعض الشعوب والقبائل لاسيما البدائية منها تعتمد على بعض الأعشاب والعقاقير التي توارثتها عبر الأجيال المتعاقبة بالخبرة والتجربة.
لقد سيطرت على عقل الإنسان قديما بعض الأوهام التي تتعلق ببعض النباتات والحشائش لعلاج الكثير من الأمراض، كالاعتقاد بأن النبات الذي جذوره تشبه شكل الإنسان يشفي جميع الأمراض، والذي ورقته تشبه الكبد يعالج أمراض الكبد، والذي ثمرته تشبه القلب يعالج أمراض القلب، والذي تتحرك ورقته بشكل معين ينفع للشفاء من الرجفة، والنباتات التي تنمو على الصخور قادرة على تفتيت الحصوات ومعالجة أمراض الكلى.
وقد يكون لهذه المعتقدات نوع من الصحة، فالإنسان قد استخدم الحيوان للاستدلال منه على العلاج، فالكلاب مثلا عندما تشعر بالمرض تأكل نوع معين من الأعشاب، والقطط عندما تشعر بالتخمة فإنها تبحث عن عشبة النعناع وتأكل منه بشراهة لطرد الغازات، وقد اكتشف فيما بعد بأن النعناع يحتوي على نوع من الزيوت الطيارة التي تقوم بطرد الغازات والأرياح، والإنسان بهذا يتبع قوة غريزة الحيوان للاستدلال على بعض النباتات النافعة والاستفادة منها.
أما عن أشهر من عرف بصنع الأدوية فهو العالم العربي إبن البيطار الذي لقب بسيد النباتين في بغداد، وقد صنف في كتابه الجامع الأدوية إلى (145) دواء معدني و (1800) دواء نباتي و (130) دواء حيواني، كما اشتهر عدد من الأطباء والصيادلة في زمن المقتدر بالله (908ـ932م) وكان منهم المتعلم والجاهل والدجال، وقد شاع في زمنه الغش في الأدوية فعين الطبيب سنان بن ثابت رئيسا للمحتسبين، وكان المحتسب يقوم بزيارة الصيادلة آنذاك للكشف على عقاقيرهم مرة في الاسبوع،ومن أشكال الغش التي كان يرتكبها الصيادلة آنذاك هو خلط مادة الأمنيون بعصارة ورق الخس البري والصمغ وكانت علامة الغش صدور رائحة كرائحة عطر الزعفران عند إذابته في الماء، وكذلك كانوا يغشون التمر الهندي بالأجاص.
وعرف الإنسان المئات من الأعشاب المؤذية والسامة منها والمفيدة،وعرف طرق استخدامها،كالخشخاش الذي كان يسمى ب (أبو النوم) ويستخدم كمسكن للألم وهو بمثابة المورفين الذي يستخدم في العصر الحديث في العمليات بالتعاون مع نبات الكوراري الذي يسبب ارتخاء العضلات، فطب الأعشاب هو باكورة الطب في العالم ، وعلى أساسه بنيت جميع أنواع العلاجات المعروفة في العصر الحديث، وها هي الأصوات رجعت تنادي بالعودة إلى الطبيعة فكما قال أبقراط : إن الطبيعة وحدها تشفي.
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي